تم إرسال طلبك بنجاح
المادة () : بعد الاطلاع على المادة الأولى من القانون نمرة 5 لسنة 1910؛ وعلى ما قرره المجلس الأعلى للمعارف العمومية في 22 مايو سنة 1916؛ وبناء على ما عرضه علينا وزير المعارف العمومية وموافقة رأي مجلس الوزراء؛ رسمنا بما هو آت:
المادة () : مذكرة مرفوعة إلى مجلس الوزراء بشأن القانون والقرار الخاصين بإنشاء المدارس الأولية الراقية للبنين إن الآباء الراغبين في تهذيب أبنائهم تهذيبا حديثا أرقى من الذي يتلقونه في المعاهد المعروفة باسم "المكاتب" ليس لديهم لغاية الآن من الوسائل الموصلة لهذه الغاية سوى إرسالهم إلى المدارس الابتدائية. على أن التدريس الابتدائي لم يكن وضعه وترتيبه في وقت من الأوقات بحيث يرمي إلى جعله بمثابة مرحلة نهائية من مراحل التعليم بل كان كل الغرض منه إنما هو إعداد الطالب لتلقي الدراسة الثانوية. فإن التلاميذ الذين يتحتم عليهم إتمام حياتهم الدراسية حوالي الخامسة عشرة من عمرهم يكونون في حاجة إلى تعليم عملي أو في مجموعة من المعارف التي يمكن الحصول عليها في المدارس الابتدائية. ومن رأي وزارة المعارف العمومية أن الطريقة المثلى للقيام بهذه الحاجة إنما هي إنشاء مدارس أولية راقية للبنين تكون مدة الدراسة بها أربع سنين مع جعل التعليم فيها باللغة العربية بحيث يكون هذا التعليم بمثابة الحلقة التالية والمتممة لحلقة التعليم في تلك المكاتب وبحيث يكون موجها إلى تقوية مواهب الطلبة واستعدادهم تقوية عملية لكي يتسنى لهم التبكير في دخول معترك الحياة والقيام بعمل نافع مقرون بالجد والنشاط. هذا وإننا إذا نظرنا إلى الدراسة الابتدائية باعتبارها كاملة في ذاتها لرأينا أن عيبها هو في اقتصارها على تعليم لا يكاد يتعدى دائرة الكتب، ومن البديهي أن التلميذ الذي قضى معظم حياته الدراسية بالاشتغال بالقلم يكون مناسقا بطبيعة الحال إلى السعي وراء عمل يتناسب مع هذا النوع الذي ألفه واعتاد عليه، وهذا الميل يؤيده ما نراه في مصر من التهافت على الوظائف الكتابية الصغرى وانصراف النفوس عن الأعمال التي تستلزمها معاناة الزراعة والتجارة والصناعة. ولقد راعت الوزارة عند وضع خطة الدراسة للمدارس الأولية الراقية للبنين أن تعني بمقاومة هذا الميل وبتحويل تربية البنين إلى وجهة عملية. فأول ما استقر عليه الرأي هو إيجاد الفوارق المميزة بين مدارس المدن ومدارس الأرياف فإن المنفعة التي ترمي إليها التربية وتستلزمها الحالة الاجتماعية أيضا تقضي علينا بجعل التعليم بمدارس الأرياف مقرونا بالزراعة من حيث طبيعتها ومن حيث غايتها في آن واحد. أما من جهة التربية فلأن من قواعد التعليم الصحيح أن يكون التعليم مؤسسا على تجارب مألوفة مرتبطة بمعيشة التلاميذ اليومية. وأما من الوجهة الاجتماعي فلأن الاهتمام بالترغيب في الحياة الحلوة وبالمساعدة على إدراك مزاياها وحقائقها مما يرجى من رائه ازدياد التعليم بها وحمل الشبان الذين اعتادوا النزوح إلى المدن عند خروجهم من المدارس ....... البقاء في القرى وعدم مغادرة الأرياف. نعم إن الغرض من التعليم الزراعي في مدارس الأرياف لا يقصد به – كما سيأتي البيان – تعليم في الزراعة نفسه بقدر ما يقصد به حمل التلاميذ على العناية بالأمور الزراعية المحيطة بهم والانصراف إليها وبذل ما أوتوا من الذكاء والهمة في هذا السبيل فإنه مما لا مشاحة فيه أن مدارس الأرياف المؤسسة على هذه القواعد يكون لها بطريق العرض أحسن أثر في ترقية الزراعة في البلاد. وتتضمن خطة الدراسة بمدارس الأرياف دروسا عامية مطبقة على الاقتصاد الريفي مع العناية بالتدقيق وإنعام النظر فيما يقع تحت العين من مناظر الطبيعة ومشاهدها. وتتضمن أيضا أشغال المقاس والمساحة، ومزاولة العمل في حديقة المدرسة، والتمرن على الأعمال اليدوية إلى حد محدود. أما خطة الدراسة بمدارس المدن فقد روعي في وضعها أن يكون التعليم فيها مصطنعا إلى درجة محسوسة بالصبغة الصناعية وذلك باشتماله على دروس فنية على المواد والآلات والمصانع مع إفساح المجال للتمرين على الأشغال اليدوية، وسيلحق بكل مدرسة أولية راقية للبنين سواء كانت بالمدن أو بالأرياف قاعة تكون بمثابة "ورشة" يتمرن التلاميذ فيها على تلك الأشغال. وعدا ذلك يكون لكل مدرسة من مدارس الأرياف قطعة أرض يتيسر للتلاميذ أن يعنوا بما يجري فيها من تجارب الفلاحة وأن يقفوا على ما تتطلبه النباتات والفواكه من العناية وأن يدرسوا الحشرات الضارة وتربية النحل ودودة القز وغير ذلك من المظاهر المتنوعة في الحياة الريفية – تلك هي الخصائص الرئيسية المميزة لهذه المدارس وعليها تعلق الوزارة أكبر أهمية. على أنه مما يجدر ملاحظته أن العمل اليدوي سواء كان في الورشة أو في حديقة المدرسة ليس الغرض منه إعداد نجارين وحدادين وزراعين أو تعليم الطلبة صنعة أو حرفة ما، بل القصد منه تعويد العين واليد على الاشتراك مع الفكر اشتراكا تاما، وبث الروح العملية في التلاميذ، تلك الروح التي مدارها الاعتماد على النفس. وبذلك يكون التمرن اليدوي مساعدا على التربية العقلية ويكون مرماه توسيع مدارك الطلبة بطرق أخرى غير الكتب، فلقد دلت التجربة على أن هذا التمرن هو من بعض الوجوه أصلح مما عداه .................. الدراسة للوصول إلى بعض نتائج عقلية وأدبية ذات شأن كبيرة في تربية البنين، ذلك لأنه يؤدي حقيقة إلى جعل التلميذ الممارس له رجلا ماهرا حاذقا متيقظا دقيقا واسع الحيلة قادرا على التمشي مع أحوال الزمان والتكيف طبقا لظروفه. فيكون قديرا على استخدام ذكائه وعلمه في ما يعود عليه بالنفع في أي عمل يزاوله. ثم إنه فوق ذلك يقوي ملكة الإتقان والرغبة في الانصراف إلى الأعمال دون الأقوال. فضلا عن أنه يوجب الاعتياد على الرشاقة في النظافة وعلى الترتيب والدقة في القياس وعلى الالتفات إلى صغائر الأمور التي قد تبدو تافهة في ظاهر الأمر. وتلك صفات لا ريب في أنها تعود بالنفع على التلاميذ في مستقبل أيامهم مهما كانت الحرية التي يمارسونها أو المهنة التي يشتغلون بها. ثم إن لهذا التعليم مزية أخرى وهي أنه يجب العمل إلى ذلك الفريق من التلاميذ الذين لا يميلون إلى المطالعة ولا تلوح عليهم مخايل النجابة فيحملهم على بذل مجهودات حقيقة تكلل بالفلاح في غالب الأحيان لتذليل الصعوبات التي تحول دون نجاحهم إلى قسم من أقسام دراستهم. ظهر مما تقدم أن هناك أسبابا قوية تحمل على إحلال هذا التمرين في المنزلة الكبرى المرغوب تخصيصها له في هذه المدارس التي يقصد منها قبل كل شيء تربية التلاميذ تربية عملية. بل إنه فيما يتعلق بمواد التدريس العادية كان وضع منهاج الدراسة بصورة تدعو إلى توجيه التعليم إلى الوجهة العملية. فعلم الحساب مقرون في التطبيق بفن المحاسبة. وكذلك الهندسة تتضمن التمرين على أخذ المقاس والمساحة العملية. وأما الرسم فهو مرتبط بالعمل اليدوي. كما أن علم الجغرافية ممتزج بالقسم الاقتصادي وعلى الأخص بالقسم التجاري. أما تدبير الصحة فإن تدريسه يكون من وجهة عملية بالقدر الذي يساعد على تحسين حالة المعيشة من الوجهة الصحيحة. فإذا سأل سائل: لأي شيء تهيئ هذه المدارس الأولية الراقية كان الجواب أنها تهيئ للا شيء ولكل شيء، فهي إنما تعمل على إنماء كل قوى التلاميذ ومواهبهم بحيث يكونون قادرين على مزاولة أي عمل وبحيث تزداد كفاءتهم وأهليتهم بسبب هذه التهيئة العامة مهما كان نوع العمل الذي يمارسونه. هذا وقد تقرر بميزانية وزارة المعارف العمومية لسنة 1916 – 1917 إنشاء مدرسة أولية راقية للبنين بالقاهرة يكون فتحها بعد مسامحات الصيف، وتقصد الوزارة من ذلك أن تكون تلك المدرسة أنموذجا تنسج مجالس لمديريات على منواله مع مراعاة ما قد تقتضيه الحال من الحاجات الخاصة التي نصت عليها لائحة مدارس الأرياف فإن بعض هذه المجالس قد أنشأ من المدارس ما له غرض عملي كغرض مدارس الأرياف، بينما البعض الآخر قد حول بعض المدارس الابتدائية التي قام بتأسيسها إلى مدارس من هذا النوع، كما أن طائفة أخرى من تلك المجالس عقدت نيتها على أن تعمد إلى مثل هذا التحويل أيضا. وعلى ذلك فالقواعد المعروضة في هذا اليوم من شأنها مساعدة تلك المجالس إذ يكون تحت نظرها مشروع نظام موضوع بعناية تجعل من الميسور تطبيقه على حاجات المدارس في المدائن وفي الأرياف. وبما أن المجلس الأعلى للمعارف العمومية وافق في جلسته المنعقدة في 22 مايو سنة 1916 على مشروعي القانون والقرار الخاصين بالمدارس الأولية الراقية للبنين المرفقين بهذه المذكرة، وكذلك اللجنة الاستشارية لسن القوانين واللوائح وافقت على مشروع القانون كما يؤخذ من كتاب وزارة الحقانية نمرة 128 المؤرخ 4 يونيه سنة 1912، فوزير المعارف العمومية يتشرف بعرض المشروعين المذكورين على مجلس الوزراء ليتكرم بتصديقه العالي عليهما. تحريرا في 6 يونيه سنة 1916 وزير المعارف العمومية عدلي يكن
المادة (1) : تنشأ مدارس أولية راقية للبنين والغرض منها تعليم التلاميذ تعليما عمليا عاما يكون متمما لتعليم المدارس الأولية (المكاتب).
المادة (2) : على من يرغب الالتحاق بالمدارس الأولية الراقية للبنين أن يؤدي امتحان قبول تدون تفاصيله في قرار من وزير المعارف العمومية.
المادة (3) : وكذلك تقدر المصروفات المدرسية السنوية بقرار من وزير المعارف العمومية ويحدد في هذا القرار أيضا العدد النسبي للتلاميذ الذين يقبلون مجانا بالمدارس المذكورة والشروط التي يجب أن تتوافر فيهم.
المادة (4) : مدة الدراسة أربع سنوات. ويكون التعليم كله باللغة العربية. أما مواد الدراسة وعدد الحصص الأسبوعية المخصصة لكل مادة فتكون كما في الجدول الآتي: المواد عدد الحصص في الأسبوع في مدارس المدن في مدارس الأرياف السنة السنة السنة السنة السنة السنة السنة السنة الأولى الثانية الثالثة الرابعة الأولى الثانية الثالثة الرابعة التعليم الديني ........................... 4 4 3 3 4 4 3 3 اللغة العربية ............................ 8 8 8 8 8 8 8 8 الخط ................................... 2 2 2 2 1 1 1 1 الحساب والمحاسبة ................... 6 6 6 6 6 6 6 6 الهندسة ............................... 1 1 - - 1 1 - - المقاس والمساحة .................... - - 2 2 - - 3 3 الرسم ................................. 3 3 3 3 2 2 2 2 الجغرافيا .............................. 3 3 2 3 3 3 2 2 التاريخ ................................ 1 1 1 1 1 1 1 1 تدبير الصحة .......................... 1 1 1 1 1 1 1 1 دروس الأشياء ........................ 2 2 - - 2 2 - - التعليم الفني، دروس على المواد والآلات والمصانع .............. - - 2 2 - - - - علوم تطبيقية على الاقتصاد الريفي؛ التأميل في مشاهد الطبيعة ............ - - - - - - 2 2 الأشغال اليدوية ....................... 8 8 8 8 4 4 4 4 " العملية في حديقة المدرسة .. - - - - 6 6 6 6 ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــ ـــــــ ــــــــ ــــــــ المجموع ............................. 39 39 39 39 39 39 39 39 تكون التمرينات البدنية في الوقت الذي يقترحه ناظر المدرسة وتوافق عليه وزارة المعارف العمومية.
المادة (5) : أما العقوبات التأديبية بالمدارس الأولية الراقية التي وضع لها هذا القانون فيتبع فيها ما يتبع في المدارس الابتدائية للبنين.
المادة (6) : على وزير المعارف العمومية تنفيذ هذا القانون، الذي يعمل به بمجرد نشره بالجريدة الرسمية.
نتائج بحث مرتبطة
تقدم إدارة موقع قوانين الشرق إصدارها الجديد من تطبيق الهواتف الذكية ويتميز بمحرك بحث في المعلومات القانونية في كافة الدول العربية، والذي يستخدمه أكثر من 40,000 ممارس قانوني في العالم العربي، يثقون به وبمحتواه وحداثة بياناته المستمرة يومياً على مستوى التشريعات والأحكام القضائية والإتفاقيات الدولية والفتاوى و الدساتير العربية والعالمية و المواعيد والمدد القانونيه ، كل هذه المعلومات معروضة بشكل تحليلي ومترابط .
يمكنك تحميل نسختك الاّن